كلمة المؤلف

يسرني أن أضع بين يدي القارئ المستخدم لقواميس المنهل المطبوعة هذه النسخة من قاموس المنهل عربي ـ هولندي و هولندي ـ عربي، والذي سيحمل من الآن فصاعدا إسم “المنهل الإلكتروني” للتفرقة بينه وبين “المنهل الطبوع”.
وسوف يجد القارئ أنّ هذه النسخة ليست مجرّد رفع للمعلومات المطبوعة السابقة على الإنترنت دون أي إضافة أو تعديل، بل هي “طبعة جديدة تماما”. ويستطيع القارئ العزيز أن يكتشف فورا أن هناك تجديدات وتعديلات كثيرة تتفق والتطورات الحادثة في عالم تقنية المعلومات مما مكننا وسيمكننا من إضافة الصور والرسوم التوضيحية والأصوات والفيديو كلما اقتضى الأمر ذلك. بحيث أنه بمجرد أن يكتب الباحث الكلمة التي يبحث عن معناها تظهر له ترجمتها وإذا كان يرافقها رسم أو صورة أو صوت أو فيديو فستظهر له أيقونة توضح ماهو موجود (راجع كيف تستخدم القاموس)

فيما عدا ذلك وباستثناء الإضافات المذكورة في باب “كيف تستخدم هذا القاموس” فقد استمرّيت في البحث عن الأسماء والمسمَيات الجديدة والاشتقاقات للكلمات غير المعروفة كما كان الحال في النسخ المطبوعة، وعلى سبيل المثال يستخدم السّكان الذين يعتبرون أنفسهم محليين كلمة “Allochtoon” لوصف الشخص الأجنبي، وليس لدينا اعتراض على ذلك بالرغم من أنّ الكلمة في أصلها لا تعني ذلك فقط، ولكن بماذا يصف الشخص الأجنبي أجنبيّا غيره؟ فهو إذا وصفه بأنّه “Allochtoon” يكون في ذلك تجاوزا لأنّ كلاهما يخضع لنفس الوصف، لذا نجد في اللغة العربيّة وصفا أدقّ وأجمل من الوصف الهولندي وهو «أَخ الغُربَة» وهذا الوصف العربي لا توجد له ترجمة في اللغة الهولندية إلاّ إذا استخدمنا وصفا كلاسيكيّا يتناسب معه وقلنا أنّه : “Broeder in den vreemde” وهذا وصف ثقيل ولا يعبّر تعبيرا صحيحا عن الوضع بالمفهوم الهولندي، لذا استخدمت له اشتقاقا جديدا هو : “Allogenoot” وعسَى أن يكون مقبولا، والاشتقاقات السابقة التّي وضعتها في النسخ المطبوعة لم يصلني عليها اعتراضات أو ملاحظات من أحد، وقد يعني ذلك أنّ أحدا لم يراها أو لم يقرأها، ولكنّ هناك من المختصين الهولنديين من أبدى ملاحظات على كلمة واحدة ورأى أنني قد أخطأت في ترجمتها وأرى أنا غير ذلك، لذا تركتها على اعتبار أنّ المرجع الرئيسي للغة الهولندية هو قاموس “فان دال” الكبير وقد ورد فيه نفس الوصف الذي ذكرته، وبذلك اعتبرت النقد الذي ذكر على أنّه نوع من النقد الذي يذكره البعض عندما يشعرون أنّهم قد يُضاروا في عملهم نتيجة لصدور عمل منافس لهم. إلا أنّ عدم تعليقهم على الاشتقاقات التّي أدخلتها في اللغة الهولنديّة وقد كان ذلك هو الأجدر بالنقد والتعليق، كان أمرا اعتبرته بمثابة الموافقة الضمنيّة على تلك الاشتقاقات، ولذلك سأستمرّ في إدخال اشتقاقات جديدة كلّما دعت الحاجة لذلك فاللغة لا تحيا إلا بقبول التجديد والاستحداث.
وطالما أنّنا في مجال الحديث عن اللّغة، فلي كلمة أرجو أن أوجّهها للإخوة العرب وللمسلمين منهم على وجه الخصوص : قال رسول الله (صلعم) “اطلبوا العلم ولو في الصين”، وطلب العلم كطلب العمل فكلاهما يعني ضرورة أن يقيم الشخص في الدولة المعنيّة. وطالما أن الصين لا تتكلّم اللغة العربيّة فعلى من يذهب لطلب العلم أو العمل فيها أن يتعلّم لغتها، وهذا يعني أن يبدأ في تعلّم تلك اللغة قبل سفره إلى الصين أو في أسوأ الحالات عند وصوله إليها وإقامته فيها، وإلا فكيف يتعلّم وكيف يتعامل مع أهلها؟. ومع ذلك فهناك الكثير ممن يقيمون في الصين ولا يريدون أن يتعلّموا لغتها أيا كانت أسباب ذلك ودوافعه، ولهؤلاء قال رسول الله (صلعم) “من علم لغة قوم أمن مكرهم” وهذا ـ في رأيي ـ أضعف الإيمان. والذي يذهب إلى الصين أو يأتي «إلى هولندا» ليقيم فيها ـ أيّا كانت دوافع ذلك ـ لا يستطيع أن يعيش وحده منعزلا عن المجتمع وعن الناس، وحتى إن فعل، فسيبقى دائما في حاجة إلى الاتصّال بالإدارات الحكوميّة المحليّة والوطنيّة والطبيب والمدرسة والبريد والبنك و.. و.. ـ ولا ضرورة هنا لذكر كل ذلك بالتفصيل ـ وبالتالي فإن المقيم هنا يحتاج لوسيلة اتصال مع هذا المجتمع، وتلك الوسيلة هي اللغة، فعلينا جميعا تعلّمها وإجادتها.
وكما وعدناكم منذ بضع سنوات بإنشاء موقع للمنهل على شبكة المعلومات الدوليّة نقوم من خلاله باستقبال رسائل وملاحظات القراء والردّ عليها وكذلك ذكر كلّ جديد بخصوص المصطلحات والتسميات الجديدة كما نقدّم من خلاله الخدمات المختلفة كترجمة المصطلحات الجديدة وغير ذلك لمستخدمي القاموس، فقد نجحنا أخيرا في تنفيذ وعدنا الذي لم يكن ممكنا أن نكتفي فيه بمجرد عرض المعلومات المكتوبة على شاشة كمبيوتر ونكتفي بذلك. لهذا تجدون أننا سنشمل كل القواميس التي أعدتها مؤسسة أرابيسك الثقافية بالإضافة إلى ترجمة كتاب “القانون في التاريخ الهولندي” ومعلومات جغرافية وتاريخية عن هولندا ونشأتها وتطورها إضافة إلى الأمثال والتعبيرات الشعبية وفهرس القرآن الكريم الذي لم يسبق صدور مثيل له من قبل باللغة العربية وذلك لخدمة القارئ الذي يبحث في موضوع ما ويرغب في معرفة النص القرآني المتعلق بهذا الموضوع أو المناسب له.

أرجو الله أن يوفقني في استكمال وإنهاء الأعمال المتبقيّة وأن نتمكن من إصدارها على التوالي وبانتظام أسرع مما هو الحال في النسخ المطبوعة وذلك لخدمة القارئ العربي والهولندي أو المحلّي والأجنبي على حدّ سواء. كما أتوجّه بخالص شكري وتقديري لكلّ من راسلوني بخصوص القاموس آملا أن أكون عند حسن ظنّهم وأن أكون قد نجحت في تنفيذ طلباتهم واقتراحاتهم،

وبهذه المناسبة يسرني أيضا أن أفيد الأخوة والأخوات بأننا سنفتتح قريبا على هذا الموقع “المنتدى اللغوي” وذلك لسهولة التراسل والتباحث على الموقع مباشرة. وسوف يكون لذلك فائدة كبرى إذ نتمكن من تبادل الآراء مع الجميع من مستخدمين ولغويين وأصحاب رأي أو فكرة. كما أنه في حالة الحاجة إلى إجراء تعديل أو إضافة سيمكن تنفيذها فورا دون حاجة للانتظار لعدة سنوات حتى تاريخ إعادة الطبعة.
والله ولي التوفيق،،،      1-10-2007                                                                           إبراهيم فاروق